logo
الأرشيف السوداني
logo
الأرشيف السوداني

التحقيقات

العنف ضد المتظاهرين: أعمال عنف ضد المتظاهرين في السودان في 30 تشرين الأول/ أكتوبر 2021

١ كانون الأول ٢٠٢١

توثيق لعمل القوات الأمنية المشترك خلال إطلاق الرصاص والغاز المسيل للدموع على المتظاهرين

اطبع المقال

المقدمة

في الـ 30 من تشرين الأول/ أكتوبر 2021 وردت تقارير عن أعمال عنف في أنحاء مختلفة من السودان، وفي مواقع عديدة داخل الخرطوم وأم درمان، خلال احتجاجات على مستوى البلاد، أظهرتها صور ومقاطع فيديو، طالبت باستعادة الحكومة المدنية التي تشكلت بعد الانقلاب العسكري الذي وقع في 25 تشرين الأول/ أكتوبر 2021.

تشكلت الحكومة التي يقودها مدنيون في عام 2019 عقب الإطاحة بالرئيس السابق عمر البشير، بعد أشهر من احتجاجات المواطنين السودانيين، وقد قوبلت تلك الاحتجاجات بالقوة المفرطة، كما أكد ذلك الأرشيف السوداني في تحقيقات سابقة. يعمل الأرشيف السوداني على التحقق من صحة هذه التقارير. وفي هذا التقرير تحقق الفريق من عدد قليل من الحوادث في موقعين. رصد الأرشيف السوداني وجمع وتحقق من مواد سمعية وبصرية مفتوحة المصدر توثق العنف ضد المتظاهرين في 30 تشرين الأول/ أكتوبر 2021 ، في أم درمان، المدينة الأكثر اكتظاظًا بالسكان في السودان، وفي شارع بشير النفيدي (شارع الستين) في الخرطوم العاصمة.

يوضح هذا التحقيق استخدام الأنماط ذاتها أو أنماطاً مماثلة للعنف ضد المتظاهرين في العام 2019 ، قبل وبعد الإطاحة بالرئيس السابق عمر البشير من منصبه. ويحدد أوجه التشابه في كل من: نوع العنف، الإصابات، الجناة المحتملين.
بدقّة، تحقق الأرشيف السوداني من نحو عشرة ملفات فيديو، وراجع العديد من الملفات المنشورة في وسائل التواصل الاجتماعي أو التي تمت مشاركتها مع الفريق مباشرة. تشمل مقاطع الفيديو والصور التي تم التحقق منها:

  • دليلاً مرئياً عن حشود كبيرة من المتظاهرين في الشوارع
  • إطلاق الغاز المسيل للدموع مباشرة تجاه المتظاهرين المدنيين، بحسب ما نشرته وسائل إعلام
  • مقاطع فيديو يُسمع فيها صوت إطلاق نار
  • صوراً لمتظاهرين أصيبوا في المكان
  • دليلاً مرئياً، مقطع فيديو، يظهر إطلاق الرصاص على أحد المتظاهرين وسقوطه أرضاً
  • وجوداً لقوات أمنية مختلطة، بالزي الأخضر والبني والأزرق والرمادي، وبملابس مدنية، إضافة لشاحنات، بيك آب، خضراء وبيج وزرقاء
  • توثيقاً لما يؤكد التنسيق التام بين القوات الأمنية أعلاه.
  • مقطع فيديو يظهر شخصًا يرتدي زيًا أخضر اللون يطلق النار من سلاح
  • مقاطع فيديو لضحايا يتم نقلهم إلى المستشفى

رأينا مجموعة من البزات العسكرية في الخلف. في المقدمة كانت قوات الاحتياط المركزية والشرطة. في المنتصف كان رجلان يرتديان ملابس مدنية ، لكن بعضهم كان يحمل في الواقع بنادق من طراز AK-47 وبدأوا في إطلاق النار. أعتقد أن الجيش كان هناك للإشراف، لأنه إذا كنت شرطيًا وأخبرك قائدك أن تطلق النار على شخص ، فلا يمكنك فقط إطلاق النار على شخص. لذلك فإن هناك مشرف آخر من الجيش. شاهد عيان على العنف بأمدرمان

ماذا حدث ومتى وأين؟

أعمال عنف ضد المتظاهرين في أم درمان

ملخص

تحقق فريق الأرشيف السوداني من مقاطع فيديو تظهر حوادث عنف تشمل إطلاق النار والغاز المسيل للدموع من ثلاثة مواقع محددة، جميعها تبعد نحو كيلومتر واحد عن بعضها البعض، في أم درمان. عند تقاطع على شكل حرف Y في شارع الموردة، بجانب سوق السمك، نجد مقاطع فيديو للغاز المسيل للدموع وإطلاق النار وإصابات بين المتظاهرين. على طول شارع الأربعين، تُظهر مقاطع الفيديو، إصابة أحد المتظاهرين برصاصة في منطقة الظهر، إضافة لأعداد كبيرة من الأشخاص بالزي الرسمي بالقرب من حواجز الطرق يطلقون النار مباشرة على المتظاهرين. تكشف مقاطع الفيديو التي تم التحقق منها عن وجود مجموعة كبيرة من الأشخاص يرتدون زياً مختلطاً، يرجّح تبعيتهم للقوات المسلحة السودانية، قوات الدعم السريع والشرطة السودانية. هذا ما أكدته مصادر أخرى.

الدليل البصري

بعد ظهر يوم 30 تشرين الأول/ أكتوبر، حمّل عدد من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي تغريدات ومنشورات على فيسبوك، قالوا إنها تظهر إطلاق نار واستخدام الغاز المسيل للدموع ضد المتظاهرين في ذلك اليوم. قارن الأرشيف السوداني محتوى اللقطات التي تم التحقق منها، المقدمة هنا مع بعضها البعض، بإفادات الشهود، والتقارير الخارجية الأخرى، وخلص إلى أن جميعها تصور أحداثاً جرت في 30 تشرين الأول/ أكتوبر 2021.

كذلك، أصدرت لجنة أطباء السودان المركزية بياناً قالت فيه إن القوات السودانية المرتبطة بالمجلس العسكري للانقلاب أطلقت الذخيرة الحية في أم درمان.

الموقع 1: بالقرب من سوق السمك في الموردة

توثيق استخدام الغاز المسيل للدموع وإطلاق النار

من خلال تحليل اللقطات المنشورة على منصات التواصل الاجتماعي، توصل فريق التحقيق إلى أحد المواقع التي تم الإبلاغ عن إطلاق النار والغاز المسيل للدموع فيه، وحدده في شارع الموردة في أم درمان، حيث يوجد سوق سمك معروف. يظهر مقطع فيديو، بالقرب من سوق السمك، تحقق الفريق من صحته، معالم بارزة تشير إلى مكان تصويره، مثل لوحة إعلانات على شكل مثلث، مبنى ذو سقف ملون وشكل مميز، وسوق الأسماك. ويظهر الفيديو أيضاً صوت إطلاق نار، وما يبدو أنها قنابل غاز مسيلة للدموع سقطت بالقرب من المتظاهرين، والتقاط أحدهم لعبوة ناسفة وإعادة رميها مرة أخرى.

يظهر فيديو آخر قوات عسكرية، وهي تحاول تفريق المتظاهرين والسيطرة على الحشود. يشاهد في الفيديو دخاناً قيل إنه يعود لاستخدام الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين، ولم يستطع فريق التحقيق تأكيد ذلك من خلال المحتوى البصري لعدم توافر توثيقات تخص العبوات المستخدمة.

يتم عرض الموقع الجغرافي للكاميرا أدناه.

يشير تحليل ظل شجرة من الفيديو، إلى أن الوقت التقريبي للتصوير كان بين الساعة 12 ظهرًا و 3 مساءً بالتوقيت المحلي في 30 تشرين الأول/ أكتوبر.

توثيق تنسيق القوات الأمنية متعددة الوحدات المتعاونة

تحقق فريق الأرشيف السوداني من مقاطع فيديو تشير إلى استراتيجية متسقة لقوات الأمن، مع تعاون وحدات متعددة أثناء إطلاق النار والتقدم في المنطقة القريبة من سوق السمك. ويظهر مقطع فيديو، يُرجح تصويره بالقرب من نهاية اليوم في شارع صغير يؤدي إلى الموردة شمالي سوق السمك نحو الساعة 5 إلى 6 مساءً وفقًا للبيانات الوصفية للملف، وجود أشخاص يرتدون بزات تتطابق مع الزي الرسمي الذي ترتديه الشرطة السودانية وشرطة مكافحة الشغب والشرطة العسكرية للقوات المسلحة السودانية وقوة الدعم السريع.

يمكن في مقدمة الفيديو رؤية أشخاص يرتدون بزات زرقاء، تتطابق مع الزي الرسمي للشرطة السودانية، وآخرين ببزات مموهة زرقاء داكنة، تتطابق مع الزي الرسمي لشرطة مكافحة الشغب، إضافة لسترات وخوذ سوداء اللون. يحمل معظم أولئك أسلحة تشبه البنادق، وبعضهم يحمل دروعًا كبيرة. يظهر الفيديو تقدم الأشخاص شمالاً في الموردة ومشاهدتهم للمتظاهرين داخل الشارع الصغير، وفي تلك اللحظة، يوضح الفيديو أحد الأشخاص الذين يرتدون بزة زرقاء وهو ينحني موجهاً سلاحه نحو المتظاهرين، لكن دون أن يظهر قيامه بإطلاق الرصاص، كذلك تحرُّك الشرطة حول مركبة كبيرة مموهة زرقاء عسكرية، تنسب إلى شرطة مكافحة الشغب.

مع استمرار الفيديو، يدخل أشخاص آخرون يرتدون الزي الرسمي إلى مكان الحادث. أولاً، رجل يرتدي بزة مموهة (لون بيج)، ثم رجل يرتدي بزة خضراء داكنة مع شريط أحمر على ذراعه اليسرى، يُحتمل أن يكون هذا الزي مرتبطًا بالشرطة العسكرية للقوات المسلحة السودانية، ثم رجل يرتدي بزة مموهة بلون صحراوي مع شريط أحمر على ذراعه اليسرى العليا. يرتبط هذا الزي عادة بالشرطة العسكرية التابعة لقوة الدعم السريع (RSF). قبل نهاية الفيديو، يمر أشخاص يرتدون بزات خضراء داكنة في سرير شاحنة بيك آب بيضاء، يتطابق لباسهم مع الزي الرسمي النموذجي للقوات المسلحة السودانية. ولا يرتدي أي منهم شارة على ذراعه ما يرجح تبعيتهم للشرطة العسكرية.

تتطابق البزات التي تم تحديدها مع تلك المأخوذة من حسابات وسائل التواصل الاجتماعي الرسمية للشرطة السودانية والقوات المسلحة السودانية وقوة الدعم السريع. كما أكد خبير في Sentry أيضًا هذا التحليل قائلاً للأرشيف السوداني إن الشارة الحمراء الكبيرة على الذراع اليسرى تعني الشرطة العسكرية، وأن الشخص الذي يرتدي البزة الصحراوية هو أحد أفراد الشرطة العسكرية التابعة لقوات الدعم السريع، ومن المرجح أن يكون الشخص الذي يرتدي الزي "الكاكي الأخضر" من الشرطة العسكرية للقوات المسلحة السودانية.

يظهر مقطع فيديو آخر وجود رجال شرطة يرتدون دروعًا وخوذاً ببزات مموهة زرقاء غامقة. ترتبط هذه الخصائص عادةً بشرطة مكافحة الشغب، كما يظهر الفيديو وجود أشخاص يرتدون الزي الرسمي وآخرين يصعب تمييز ما يرتدونه لبعد المسافة.

ويوضح الفيديو تقدم مجموعة كبيرة من الشرطة شمالًا على طول الموردة، ودفعها المتظاهرين إلى الأمام، دون إطلاق النار لبعض الوقت. بعد ذلك، في الفيديو، يمكن رؤية رجل بملابس مدنية (قميص أبيض وسروال أسود) يتحدث إلى المجموعة، قبيل إطلاقها النار على المتظاهرين.

حدد الأرشيف السوداني موقع الفيديو جغرافيًا في مكان على طول شارع الموردة، يبعد قليلاً عن سوق السمك. وتمكن الفريق من مطابقة المعالم البارزة، لوحات إعلانية ومسجد ومنطقة مفتوحة بأشجار تمتد على طول نهر النيل في الموقع.

توثيق متظاهر مصاب

يظهر مقطع فيديو، نشر على موقع تويتر، رجلاً مصاباً يحمله عدد من الأفراد، على ركبته اليمنى آثار دماء، لكن دون القدرة على تحديد طبيعة الإصابة أو كيف أصيب بها. الرجل المصاب يرتدي سروال جينز أزرق وقميصاً باللونين الأزرق والأبيض الفاتح ومنديلاً أحمر اللون. حدّد فريق الأرشيف السوداني موقع تصوير هذا الفيديو في أم درمان بالقرب من تقاطع Y لشارع الموردة وشارع النيل.

توثيق حادثة إطلاق النار المميت على أحد المتظاهرين

تم استخدام مجموعة من مقاطع الفيديو لتحديد موقع حادثة إطلاق النار المميت على أحد المتظاهرين. وثق أحد مقاطع الفيديو) إطلاق نار عسكري مزعوم في شارع الموردة بأم درمان.

فيديو تم التحقق منه في أم درمان، حيث يمكن مشاهدة العديد من الجناة في ما يبدو أنهم يرتدون الزي الرسمي الأخضر الداكن أو الأزرق.

تحقق فريق التحقيق من صوت إطلاق النار، بإجراء تحليل صوتي لمقطعَي فيديو. وعلى الرغم من عدم قدرة الفريق على التحقق من نوع السلاح الناري المستخدم أو نوع الذخيرة، لكنه لاحظ صوتًا متطابقًا لطلقات أطلقت من زاويتين منفصلتين. تم حذف أحد مقاطع الفيديو التي استخدمت للتحقق من إطلاق النار من مواقع التواصل الاجتماعي. يبدأ صوت إطلاق النار في الساعة 0:02. بفارق أربع ثوان عما أظهره مقطع فيديو آخر، حصل عليه الفريق من مصادر على الأرض في السودان، والذي حدد وقت إطلاق النار عند الساعة 0:06.

عند المقارنة، تتطابق أشكال الموجات الصوتية من مقاطع الفيديو؛ المقارنة جنبًا إلى جنب والمتوافرة هنا). (تم تحسين المقارنة لسماعات الرأس: في القناة اليسرى، ستسمع الصوت من الفيديو الأول، وفي القناة اليمنى ستسمع الصوت من الثانية).

في الثانية 0:43، يظهر مقطع الفيديو الثاني أشخاصًا يحملون ضحية إطلاق النار. يتطابق القميص الرمادي والسراويل البيضاء مع ملابس الضحية الموضح في مقطع فيديو آخر يوثق إطلاق النار.

توثيق إطلاق النار على متظاهر آخر

لإضافة طبقة أخرى من التحقق، قام الأرشيف السوداني بتحليل مقطع فيديو حصل عليه لما قيل إنه يظهر إطلاق نار على متظاهر في نفس موقع سوق السمك في أم درمان. ووفقًا للبيانات الوصفية المرتبطة بملف الفيديو، تم تصوير الفيديو نحو الساعة 2:56 مساءً بالتوقيت المحلي في 30 تشرين الأول/ أكتوبر في أم درمان. تضمنت البيانات الوصفية إحداثيات GPS يمكن رؤيتها في لقطة الشاشة أدناه.

يظهر الفيديو أحد المتظاهرين (يرتدي قميصًا فاتح اللون، وربما قميصًا أبيض بلا أكمام، وبنطالًا داكنًا، وربما بنطالاً رياضياً أسود اللون بخطوط بيضاء أسفل الساقين) يسير نحو الأشخاص الذين يحملون سلاحاً ببطء، وذراعيه إلى جانبه. لا يبدو، في الفيديو، المتظاهر مسلحاً، أو أنه يشكل أي تهديد كبير للعناصر المسلحة، على الرغم من أننا لا نستطيع تأكيد هذه الحقائق بشكل مستقل بسبب نقص المعلومات التي تلقيناها من مصادر على الأرض بشأن هذه الحادثة.

الموقع الثاني: شارع الأربعين بأم درمان

توثيق متظاهر مصاب

يوثق مقطع فيديو، نُشر على فيسبوك، طلقة مجهولة الهوية ومتظاهراً ينزف. يرتدي الرجل قميصًا أبيض اللون وسروالًا قصيرًا أزرق اللون وعلى الجانب الأيمن السفلي من ظهره آثار دماء. يذكر المنشور على فيسبوك اسم الشخص المصاب، يقول إنه أصيب في منطقة الظهر. الاسم الذي تم تحديده هو البراء مصطفى (البراء مصطفى) وهو الاسم ذاته الذي ذكر في بيان أصدرته وزارة الصحة بولاية الخرطوم في الأول من تشرين الثاني (نوفمبر) بشأن ضحايا 30 تشرين الأول/ أكتوبر. يذكر البيان الاسم عند الخانة 9 ويحدد طبيعة الإصابة بطلق ناري في البطن والصدر. حدد الأرشيف السوداني موقع هذا الفيديو جغرافيًا في شارع الأربعين شمالي خور أبو أنجا في أم درمان.

يؤكد شاهد عيان، في تصريح للأرشيف السوداني، إن القوات المسلحة السودانية كانت موجودة في شارع الأربعين بأم درمان في ذلك الوقت، وأن استخداماً كثيفاً للرشاشات حدث في المكان "كانوا يستهدفون الرأس أو الصدر بشكل رئيسي. انفصلت عن زملائي ورأيت إصابة أحدهم". ويقول شاهد عيان آخر "وجدت أعداد كبيرة من القوات في المكان، كانت تطلق النار بشكل عشوائي، أصيب كثير من الناس لدرجة أننا لم نكن نعرف من نوليه (نسعفه) أولاً". ورجح أن الزي الرسمي الذي رآه في الشارع يتوافق مع ما يرتديه أفراد القوات المسلحة السودانية.

الموقع الثالث: حاجز شارع الأربعين

توثيق إطلاق نار من قبل قوات الأمن

يظهر مقطع فيديو، وثقه الأرشيف السوداني، قيام قوات الأمن بإطلاق عيارات نارية على ما يبدو أنها في شارع الأربعين، جنوبي خور أبو أنجا بالقرب من ملعب نادي المرادة. تظهر مقدمة الفيديو مجموعة من الأشخاص يرتدون زياً مختلطاً وملابس مدنية، يحمل بعضهم أسلحة، ويقفون بالقرب من حاجز على الطريق، وتظهر خلفهم شاحنتين صغيرتين، بينهم أشخاص يرتدون بزات خضراء داكنة تشبه الزي الرسمي المرتبط عادة بالقوات المسلحة السودانية (SAF).

مجموعة أشخاص يرتدون الزي الرسمي والأزياء المدنية تقف عند حاجز على الطريق في أم درمان أمام شاحنتين.

يظهر فيديو شخصاً مسلحاً يرتدي بزة خضراء داكنة يقترب من المتظاهرين، ويبدو أنه يطلق النار باتجاه مجموعة من المدنيين. تتصاعد سحابة من الدخان الأبيض من سلاحه تترافق مع صوت إطلاق النار في الفيديو. ووفقاً لمصادر أمنية، عادة ما يرتبط الزي الرسمي الأخضر الداكن بالشرطة العسكرية التابعة للقوات المسلحة السودانية.

لقطة من مقطع فيديو تظهر شخصاً مسلحاً يرتدي زيًا أخضر داكنًا صلبًا يتحرك نحو المتظاهرين، و تظهر دخاناً أبيض اللون بالقرب من سلاحه يتماشى مع صوت إطلاق النار.

يشاهد في مقدمة الفيديو متظاهرون يرشقون الحجارة مع اقتراب الأشخاص الذين يرتدون الزي الرسمي من المتظاهرين، بمن فيهم المسلح ورجل آخر يرتدي بزة عسكرية يركض وهو يحمل، ما يبدو أنه هراوة، وعبور شخص آخر خلف الرجل مطلق النار. يمكن رؤية بعض المقذوفات وهي تسقط على الأرض.

تمكن الأرشيف السوداني من تحديد الموقع الجغرافي باستخدام مقطع فيديو آخر، يُظهر محتجين يتقدمون في الشارع من الجهة الشمالية. يمكن، في الفيديو، سماع صوت رجل لم يظهر في لقطات الفيديو، يتحدث عن "الأربعين"، على الأرجح في إشارة إلى شارع الأربعين في أم درمان. في صورة الفسيفساء المجمعة معًا أدناه، يمكن رؤية تطابق المواقع. يشير هذا إلى أن الفيديو الأول، الذي يُظهر ميزات متداخلة تم تصويره بالقرب من هذا الموقع، عند الإحداثية: 15.624477 ، 32.479323

الضحايا في أم درمان

أفادت اللجنة المركزية للأطباء السودانيين، في وقت لاحق، أن ثلاثة أشخاص قتلوا متأثرين بإصابات ناجمة عن أعيرة نارية، وفق ما أوردته رويترز. كما ذكرت وكالة أسوشيتد برس أن "ثلاثة متظاهرين قتلوا السبت، بعد إصابتهم بالرصاص في أم درمان"، ونقلت الوكالة عن لجنة أطباء السودان ومتظاهرين "إن أحدهم أصيب برصاصة في رأسه، وآخر في بطنه، وثالث في صدره".

في الرابع من تشرين الثاني/ نوفمبر 2021، توفي متظاهر رابع متأثراً بجراحه ، ما جعله رابع شخص يُقتل بالرصاص الذي استخدم في 30 تشرين الأول/ أكتوبر، بحسب نقابة الأطباء الاشتراكيين. والتي أوردت اسم الشخص الرابع الذي قتل، صلاح عبد الله، وإن وفاته نجمت عن إصابته برصاصة في رأسه في أمبدة، غربي أم درمان، في الـ 30 من تشرين الأول/ أكتوبر 2021.

عنف ضد محتجين في شارع الستين بالخرطوم

الملخص

تحقق فريق الأرشيف السوداني من مقاطع فيديو تكشف وجوداً كبيرًا ومنسقًا لقوات الأمن على امتداد صغير من شارع بشير النفيدي (المعروف أيضًا بشارع الستين) بطول كيلومتر واحد في الخرطوم ، فضلًا عن صوت إطلاق نار في المنطقة . تكشف مقاطع الفيديو، تم التحقق منها، وجود مجموعة كبيرة من الأشخاص بزي مختلط ، يرجح أنهم من القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع والشرطة السودانية. هذا ما أكدته مصادر أخرى.

الدليل المرئي

بتحليل المصادر المتاحة، تحقق الأرشيف السوداني، من موقعين آخرين على الأقل في المنطقة التي وقع فيها العنف ضد المتظاهرين في 30 تشرين الأول/ أكتوبر . بعد مقارنة المحتويات التي تم التحقق منها للقطات متاحة، بإفادات الشهود، والتقارير الخارجية الأخرى، خلص الفريق إلى أن جميعها تعود لأحداث 30 تشرين الأول/ أكتوبر 2021.

الموقع الأول: شارع بشير النفيدي (شارع الستين)
توثيق قوات أمنية منسقة وإطلاق نار

بحسب أحد شهود العيان على الأرض إن المتظاهرين كانوا يخططون للاعتصام في امتداد جزء من شارع بشير النفيدي (شارع الستين). أظهر أحد مقاطع الفيديو المنشورة على تويتر رجلاً يركض على قدميه تتبعه شاحنة صغيرة مزودة بسلاح مثبت في سرير الشاحنة تسير في الاتجاه ذاته، قبل أن تواصل السير على طول الطريق عندما يحول الشخص مساره.

لقطات من فيديو تم التحقق منه لمركبة ثبت على صندوقها سلاحاً نارياً.

يمكن أيضًا سماع صوت عيارات نارية مجهولة المصدر في خلفية الفيديو. قرب نهاية الفيديو، دخلت مركبة مماثلة من الجانب الأيمن. تشبه السيارة والزي الرسمي للأشخاص الموجودين عليها ما تستخدمه وترتديه قوات الدعم السريع التي أشارت تقارير عديدة إلى وجودها في الخرطوم يوم 30 تشرين الأول/ أكتوبر، بحسب الخبير الأمني.

صور من مقطع فيديو تم التحقق منه لمركبة يرجح أنها تابعة لقوات الأمن وأشخاص يرتدون زيًا رسميًا بسمات يرجح أنها مرتبطة بقوة الدعم السريع (RSF).

من خلال المعالم البارزة في مقطع الفيديو حدد الأرشيف السوداني الموقع الجغرافي: في الخرطوم عند شارع بشير النفيدي، اسم آخر لشارع الستين.

يشير اتجاه الظل التقني المرئي في الفيديو، من خلال تحليل فريق الأرشيف للظلال المشاهدة، إلى أن الوقت التقريبي لتصوير الفيديو كان بين الساعة 3 إلى الساعة 5 مساءً بالتوقيت المحلي، من يوم 30 تشرين الأول/ أكتوبر 2021.

أظهر الفيديو، الذي تبلغ مدته 18 ثانية، أصوات إطلاق نار آلي، على الأرجح، سمع في جزء من شارع الستين. تمت مطابقة المباني المميزة في الفيديو، إضافة إلى لوحة الإعلانات مع المعالم الموجودة، لتحديد الموقع الجغرافي عند إحداثية: 15.566648 ، 32.577867

تُظهر لقطات أخرى في الشارع ذاته أشخاصًا يفرون مما يبدو أنه إطلاق نار. توجد مبانٍ مميزة في الخلفية تتطابق مع المعالم التي تظهر على خرائط جوجل عند إحداثية: 15.565105 ، 32.578395 ، وهو مكان يقع بالقرب من تقاطع شارع بشير النفيدي (الستين) وشارع الشرقي (أو الشرقي).

يقول أحد الشهود، كان حاضرا في 30 تشرين الأول/ أكتوبر بالخرطوم للأرشيف السوداني ، إنه "بحلول الساعة الثالثة عصراً انقسم المحتجون، أراد قسم منهم التوجه إلى المقر العسكري (موقع الاعتصام السابق خلال 2019)، بينما فضل آخرون الاعتصام عند تقاطع الستين -الشرقي". ويضيف الشاهد إنه "بحلول الساعة الرابعة عصراً، أقيمت حواجز على امتداد شارع بشير النفيدي (الستين)، من مستشفى رويال كير جنوباً إلى تقاطع شارعي الستين والشرقي. وعند غروب الشمس، بدأت السلطات بالتحرك نحو المتاريس في شارع بشير النفيدي (الستين) وأطلقت النار على المتظاهرين". وأشار الشاهد إلى أني "السلطات استخدمت طرقاً جانبية للوصول إلى شارع بشير النفيدي (الستين) من أجل محاصرة المتظاهرين الذين كانوا خلف المتاريس، ثم رفع الحواجز. واستمر هذا حتى حلول الظلام، ولكن لم ترد أنباء عن وقوع إصابات في المنطقة".

لم يستطع فريق الأرشيف تحديد أي ظلال في الفيديو، ما يرجح تصويره بعد غروب الشمس، أي بين الساعة 5:30 إلى الساعة 6:30 مساء، بحسب التوقيت المحلي.

وتظهر لقطات في الموقع ذاته تحرك القوات السودانية مع أصوات طلقات نارية. ومن المحتمل أن تصوير الفيديو كان قد حصل بعد غروب الشمس أيضًا، نحو الساعة 6:00 مساءً.

يظهر فيديو، تم التحقق منه، التقط من مكان مرتفع يظهر منظرًا واسعًا للشارع، ما لا يقل عن 12 مركبة. يبدو أن جميعها عبارة عن شاحنات صغيرة باللون الأخضر الداكن، والبني الفاتح، والأزرق أنماط التمويه، يرجح أنها تابعة للقوات المسلحة السودانية (SAF) والشرطة السودانية.

صورة من مقطع فيديو تُظهر العديد من شاحنات البيك آب تحمل أشخاصًا متسقين في الأسلوب واللون تابعين للجيش والشرطة السودانية.

يعتلي العديد من المركبات، أشخاصاً يرتدون ما يبدو أنه زي عسكري وزي للشرطة، مرة أخرى باللون الأخضر الصلب أو المموه، والبني والأزرق. تتسق المركبات المموهة التي تحمل في صندوقها الخلفي أشخاصاً مع وحدة تعرف باسم قوات الدعم السريع (RSF).

صورة مقرّبة للسيارات من شريط فيديو تظهر عناصر الأمن في شارع بشير النفيدي (الستين). الشاحنات الزرقاء متناسقة في اللون والأسلوب مع الشرطة السودانية، والمركبات الخضراء والبنية تتماشى مع الأنماط المرتبطة بالقوات المسلحة السودانية.

أخيرًا، بعد حلول الظلام، استمر العنف، كما يظهر في فيديو نشر على فيسبوك. يمكن من خلاله رؤية قوات عسكرية تتحرك شمالاً في الشارع بينما تسمع طلقات نارية من الجهة الخلفية. جمع الأرشيف السوداني فسيفساء من الصور التي شوهدت في فيديو فيسبوك. وحدد موقع الفيديو جغرافيًا عن طريق مطابقة المعالم البارزة في الفيديو بصور القمر الصناعي المرجعية، كما هو موضح أدناه.

يكشف هذا الفيديو العديد من شاحنات البيك آب التي تقل أشخاصًا، يبدو أن بعضهم يرتدي الزي العسكري، وأن المركبات والأشخاص يتحركون بطريقة متسقة.

صورة لمركبات وأشخاص -بعضهم يرتدون الزي العسكري -من مقطع فيديو يظهر حركتهم بطريقة متسقة.

الضحايا

حدد الأرشيف السوداني ضحايا الإصابات في أم درمان من خلال:

  • مقطع فيديو لرجل مصاب تسيل الدماء من ركبته اليمنى

  • توثيق لرجل ملطخ بالدماء على ظهره، يتطابق اسمه مع سجلات طبية تفيد بإصابته برصاصة في الصدر والبطن

ومقاطع فيديو تظهر:

  • توثيقاً لتواجد عناصر أمنية وأصوات إطلاق نار وسقوط ضحية على الأرض ونقلها من قبل المتظاهرين

  • مقطع فيديو من مسافة يظهر متظاهرًا يسقط على الأرض بالقرب من سوق السمك في أم درمان

إضافة إلى بيان أصدرته وزارة الصحة بولاية الخرطوم التابعة للحكومة الانتقالية قبل انقلاب 25 تشرين الأول/ أكتوبر، في الأول من نوفمبر، ونشرته على حسابها بموقع فيسبوك حول ضحايا 30 تشرين الأول/ أكتوبر.

تنوعت أعمال العنف ضد المتظاهرين ما بين الإصابات والاختناق بقنابل الغاز وإطلاق الرصاص الحي والمطاطي. وأدى ذلك إلى مقتل ثلاثة متظاهرين: عبد الوهاب عوض الله الذي تم نقله إلى مستشفى الأربعين، وفكري صالح والأمين خليفة هارون ثوبان، وتم نقلهما إلى مستشفى أم درمان. وشمل البيان 199 جريحاً نقلوا إلى مستشفى أم درمان، ومستشفى رويال كير، ومستشفى شرق نيل، ومستشفى الأربعين (الأربعين)، ومستشفى الطاقة، ومستشفى الدولي (الدولي)، ومستشفى علو.

في 11 نوفمبر، أعلنت اللجنة المركزية لأطباء السودان وفاة محتج رابع، محمد نور أحمد، متأثراً بجراح في رقبته بعد إصابته برصاصة في 30 تشرين الأول/ أكتوبر.

الجناة المحتملون

في هذا التحقيق، حدد فريق الأرشيف السوداني ثمانية مقاطع فيديو يمكن رؤية قوات الأمن فيها. كما تمت مراجعة تحليل الفريق من قبل خبير أمني سوداني، ودعمه بأدلة مرئية أخرى، وإفادات شهود، وتقارير من منظمات أخرى.

كما هو موضح في أقسام التحليل المرئي أعلاه، حدد هذا التحقيق الوجود المحتمل لما يلي:

  • القوات المسلحة السودانية في كل من أم درمان والخرطوم:

يمكن التعرف على هذه القوات من خلال الزي العسكري، عادة ما يكون نمط التمويه الأخضر، أو الأخضر الثابت للشرطة العسكرية للقوات المسلحة السودانية.

  • الشرطة السودانية، ومن المحتمل أن تشمل إما شرطة مكافحة الشغب أو الشرطة الاحتياطية المركزية شبه العسكرية في كل من أم درمان والخرطوم:

وأكدت الشرطة نفسها وجودها في 30 تشرين الأول/ أكتوبر من خلال نفيها العلني لاستخدام الذخيرة الحية. يتم التعرف على أفراد الشرطة النظامية من خلال زيهم الأزرق البسيط، في حين يمكن التعرف على الشرطة الاحتياطية المركزية بزي ازرق مموه ، وفقًا لباحث مستقل.

  • قوة الدعم السريع في الخرطوم و امدرمان:

تم التعرف على هذه القوات من خلال "زي التمويه الصحراوي الخفيف الكاكي المميز، والوجود المميز لشاحنات البيك آب مع مجموعات من عدة مقاتلين يجلسون على جنباتها -كل شاحنة لديها إمداداتها وذخائرها معبأة في عبوات ملفوفة يمكن رؤيتها من الخلف نهاية الشاحنة"، وفقًا لمصدر أمني موثوق به. وكشف التحقيق عن وجود عشرات المركبات التي تتوافق مع هذا الوصف أحاطت الطريق في الخرطوم بشكل منسق.

طور الأرشيف السوداني منهجية موحدة لتحديد الجناة المحتملين. في كل مقطع فيديو تمت مراجعته يظهر فيه الجناة المحتملون، جرى تحديد أي مؤشرات لما يلي: الزي الرسمي المعروف ارتباطه بجيش أو شرطة أو جماعات مسلحة محددة، المركبات التي تم تحديدها من قبل وحدة من قوات الأمن أو المعروف أنها تنتمي إلى مجموعة معينة، الشعارات والشارات والرموز الأخرى التي يمكن ربطها مباشرة بالجيش أو الشرطة أو الجماعات المسلحة الأخرى.

وبحسب خبير أمني، فإن الوجود واسع النطاق لقوات الأمن ونمط العنف واختلاط العديد من القوات معًا، يشير إلى وجود قيادة وقواعد اشتباك مركزية تسمح باستخدام الأسلحة النارية والغاز المسيل للدموع لقمع الاحتجاجات.

السياق القانوني

حاور الأرشيف السوداني خبراء قانونيين لتشكيل فهم أفضل وأكثر دقة حول استخدام القوة والأسلحة التي يمكن أن تشكل انتهاكًا لحقوق الإنسان في سياق الاحتجاجات والمظاهرات. وفقًا لاتصالاتنا القانونية، فإن استخدام القوة، بما في ذلك استخدام أسلحة أقل فتكًا مثل الغاز المسيل للدموع لأغراض السيطرة على الحشود، يكون أمرًا مشروعًا فقط عند الضرورة والتناسب. يمكن أن يشكل الاستخدام العشوائي للغاز المسيل للدموع وغيره من أساليب السيطرة على الحشود الأقل فتكًا استخدامًا مفرطًا للقوة. تماشياً مع المعايير الدولية، يجب استخدام الغاز المسيل للدموع فقط عند الضرورة لمنع الأذى الجسدي الوشيك، ويجب عدم استخدامه كملاذ أول لتفريق المظاهرات غير العنيفة، كما حدث أثناء الاحتجاجات في 30 تشرين الأول/ أكتوبر 2021. كما يجب على قوات الأمن وسلطات إنفاذ القانون. إصدار تحذيرات مسموعة وكافية قبل استخدام الغاز المسيل للدموع، ويجب تجنب تفاقم الموقف. إضافة إلى ذلك، على قوات الأمن تجنب استهداف الأماكن المغلقة بالغاز المسيل للدموع، بما في ذلك الأماكن التي يُحاصر فيها المتظاهرون خلف الحواجز.

إن استخدام الذخيرة الحية و/ أو القوة المميتة عندما لا يكون هناك تهديد وشيك للحياة أو خطر وشيك بحدوث إصابات خطيرة ينتهك المعايير الدولية لحقوق الإنسان. لا يجوز استخدام الأسلحة النارية المميتة عمداً إلا "عندما يكون ذلك حتمياً لا مفر منه من أجل حماية الأرواح"، ولا ينبغي أبداً استخدام الأسلحة النارية لمجرد تفريق تجمع سلمي. يجب على قوات الأمن بذل قصارى جهدها لتقليل الضرر والإصابة في جميع الأوقات باستخدام الحد الأدنى من القوة اللازمة فقط، بما في ذلك الامتناع عن الاستخدام العشوائي للذخيرة الحية والاستهداف المتعمد لرؤوس المتظاهرين وصدورهم. العنف المتقطع من قبل بعض المتظاهرين والذي لا يشكل تهديداً مباشراً للحياة ، مثل إلقاء الحجارة أو ركل قنابل الغاز المسيل للدموع على قوات الأمن، لا يبرر استخدام القوة المميتة من قبل قوات الأمن وأجهزة إنفاذ القانون.

الخاتمة

حدد هذا التحقيق عدة حالات عنف يمكن أن تنتهك حقوق الإنسان في الخرطوم وأم درمان. تحقق فريق الأرشيف السوداني من مقاطع فيديو تظهر أشخاصًا يرتدون الزي الرسمي الأزرق والأخضر والبيج وكذلك بملابس مدنية، وهم يتحركون أو يقفون بالقرب من شاحنات البيك آب ذات اللون الأبيض والأخضر الداكن والبيج والأزرق، وفي بعض الحالات يحملون ما يبدو أنها بنادق ويطلقون النار منها. تضمن المحتوى المتاح صورًا لحشود كبيرة من المتظاهرين، وأشخاص يركضون وسط أصوات إطلاق النار أو من الغاز المسيل للدموع، والمتظاهرين الذين أصيبوا ونقلوا إلى المستشفى.

حدد التحقيق العديد من الأنماط المتشابهة أو المماثلة في العنف ضد المتظاهرين في 30 تشرين الأول/ أكتوبر 2021، كما حدث في عام 2019، قبل نظام عمر البشير وبعده. باستخدام مقاطع الفيديو التي تم التحقق منها والأدلة المؤيدة، خلص الأرشيف السوداني إلى إن الجناة المحتملين يمكن أن يكونوا من الشرطة السودانية، ولا سيما شرطة مكافحة الشغب أو الشرطة الاحتياطية المركزية شبه العسكرية، والقوات المسلحة السودانية، وقوات الدعم السريع (RSF)، أطلقوا النار، الغاز المسيل للدموع، والبنادق تجاه المتظاهرين. بدت هذه القوات جيدة التنسيق والتعاون.

الأرشيف السوداني يعمل على حفظ الأدلة الرقمية للمحاسبة على الجرائم المرتكبة ضد المواطنين السودانيين. إذا كان لديك أي مادة قد تكون مفيدة لأرشيفنا أو تحقيقاتنا، فيرجى الاتصال بنا على info@sudanesearchive.org.

logo

الأرشيف السوداني

نسعى للحصول على تبرعات فردية لتنفيذ عملنا. يرجى النظر في دعمنا.

تواصل معنا
Mnemonicالأرشيف السوريالأرشيف اليمنيukrainian archive
اشترك بقائمتنا البريدية