logo
الأرشيف السوداني
logo
الأرشيف السوداني

التحقيقات

أعمال عنف ضد متظاهرين في بحري والستين في نوفمبر ٢٠٢١

٣ نيسان ٢٠٢٣

يتناول التحقيق انتهاكات وأعمال عنف ارتُكتب ضد متظاهرين في الخرطوم في 17 نوفمبر/تشرين الثاني

اطبع المقال

ملخّص أولي

  • مكان الحادث: الخرطوم، بحري المؤسسة عند هذه الإحداثيات  32.531134,15.641423  وشارع الستين عند هذه الإحداثيات 32.579082,15.562291
  • التاريخ: الأربعاء 17 نوفمبر/ تشرين الثاني 2021
  • التوقيت: بين الساعة 12:00 والساعة 16:00 بتوقيت السودان
  • الضحايا: 15  شخصاً، تظهر لقطات الفيديو مقتل 7 منهم. وإصابة آخرين بينهم صحفي
  • نوع الهجوم: غاز مسيل للدموع وإطلاق رصاص حي.
  • الذخائر المحددة: قنبلة غاز مسيل للدموع من نوع GL-202
  • المسؤول المحتمل: قوات الاحتياط المركزية، شرطة مكافحة الشغب، قوات الشرطة السودانية.

مقدمة

في  يوم الأربعاء 17 نوفمبر/ تشرين الثاني 2021، شهدت شوارع في "مدينة بحري وشارع الستين" بالخرطوم أعمال عنف، بين الساعة 12:00 والساعة 16:00 بالتوقيت المحلي ما أسفر عن سقوط ضحايا وإصابات.

تظهر مقاطع الفيديو احتجاجات محلية، ومتظاهرين يسيرون ويهتفون ويدعون إلى حكومة مدنية، ترافق ذلك مع اعتداء من قبل من وصفتهم الفيديوهات والمصادر المتاحة بقوات الأمن والشرطة، باستخدام الغاز المسيل للدموع والرصاص الحي، إضافة لاعتقال أشخاص من المحتجين.

وبحسب لجنة أطباء السودان المركزية، فإن أعمال العنف التي وقعت ذلك اليوم أسفرت عن مقتل 15 شخصاً  وتظهر مقاطع الفيديو مقتل 7 متظاهرين، بينهم امرأة، تم التعرف على 5 منهم من خلال مراجعة المصادر  المتاحة عبر الإنترنت .

ادعت مصادر متاحة أن الجناة المحتملين المسؤولين عن استخدام القوة ضد المتظاهرين، هم شرطة مكافحة الشغب، وقوات الاحتياط المركزية، وقوات الشرطة السودانية، ومتعاونون آخرون بثياب مدنية. وهي ادعاءات تتقاطع مع لقطات فيديو أظهرت قوات موجودة في مواقع الحادثة باللباس الرسمي للقوات السودانية. ويأتي هذا التقرير كاستمرار لسلسلة التحقيقات في ملفات الانقلاب.

المنهجية

أجرى الأرشيف السوداني تحقيقاً حول الحادثة، اعتماداً على:

  • حفظ، تحليل، والتحقق من  17 مقطع فيديو من الخرطوم،  صُورت في منطقتين هما "بحري وشارع الستين"، تظهر أمكنة الحوادث، لحظة استخدام العنف ضد المحتجين، سواء بالرصاص الحي أو الغاز المسيل للدموع.
  • تحديد الموقع الجغرافي لمقاطع الفيديو، حيث حُدّد  13 مقطع فيديو في منطقة بحري، بينها 10 فيديوهات حددت  جغرافياً، بداية من شارع المعونة حتى تقاطع المؤسسة بحري وامتدت إلى شارع الزعيم الأزهري، و 3 فيديوهات في المستشفى الدولي حيث تم نقل الضحايا إليها نتيجة أحداث العنف، و 4 فيديوهات في موقع شارع الستين.
  • مطابقة الزي الرسمي لقوات الشرطة ومكافحة الشغب والاحتياطية السودانية، بما تظهره لقطات الفيديو لما يرتديه المشاركون في الاعتداء على المحتجين.
  • مطابقة المعالم البارزة الظاهرة في المحتوى البصري بصور الأقمار الصناعية.

يستخدم فريق الأرشيف السوداني منهجية موحدة لأرشفة والتحقق من الوثائق مفتوحة المصدر لانتهاكات حقوق الإنسان. مزيد من المعلومات متوفرة هنا.

ماذا حدث (ومتى)؟

في يوم الأربعاء 17 نوفمبر/ تشرين الثاني 2021، بين الساعة 12:00 والساعة 16:00 بالتوقيت المحلي، تعرضت مظاهرات انطلقت في مدينة بحري وشارع الستين بالخرطوم إلى اعتداء من قبل قوات ادعي أنها تتبع لقوات الأمن والشرطة ومكافحة الشغب و الاحتياطية السودانية، ومتعاونين معها، تسبب بمقتل 15 شخصاً وإصابة واعتقال آخرين.

تظهر مقاطع الفيديو تظاهراتٍ في شوارع مدينة بحري وشارع الستين، إذ يمكن مشاهدة المحتجين وهم يغنون ويهتفون للمطالبة بحكومة مدنية. وتُظهر 9 مقاطع فيديو تعرض المحتجين للهجوم من قبل ما يبدو أنها قوات الأمن السودانية ؛ يمكن مشاهدة الأسلحة في 6 مقاطع فيديو ويمكن سماع ما يبدو أنه إطلاق نار في 9 مقاطع فيديو. وتظهر 7 مقاطع فيديو دخاناً أبيض ما يمكن أن يدل على استخدام الغاز المسيل للدموع. كذلك يظهر مقطع الفيديو ما يبدو أنه سوط يُزعم أنه اُستخدم للاعتداء على متظاهر، وفي مقطع فيديو آخر يمكن ملاحظة الهراوات التي يُزعم أنها استخدمت للاعتداء على المتظاهرين ومن بينهم صحفي. وفي مقطعي فيديو، يُمكن مشاهدة متظاهرين يرشقون ما يبدو أنها حجارة على القوات الموجودة.

الموقع الأول: مدينة بحري

 يظهر بثّان مباشران على فيسبوك، رفعا  على الحساب ذاته، مظاهرتين انطلقتا من تقاطع شارع الشعبية المعونة عند مجمع نيولايف الطبي، وامتدتا على طول شارع المعونة وصولاً إلى تقاطع بحري المؤسسة، مع شارع الزعيم الأزهري، عند متجر ماء الذهب للعطور.

البث المباشر للممظاهرة الأولى كان عند الساعة 12:32 دقيقة ظهراً بتوقيت السودان، سنطلق عليه (الفيديو الأول) واستمر ساعة و7 دقائق ، أما البث المباشر لمظاهرة الثانية فبدأ عند الساعة 14:26 دقيقة  بتوقيت السودان، سنطلق عليه (الفيديو الثاني)، واستمر 49 دقيقة.

تحليل الظل الذي أُجري باستخدام أداة Suncalc للفيديو الأول يؤكد التقاط الفيديو  نحو الساعة 12:30 بالتوقيت المحلي، وهو ما يوافق وقت نشره على فيسبوك ، بينما يكشف الفيديو الثاني  أن الاشتباكات ربما استمرت حتى حوالي الساعة 15:15 بالتوقيت المحلي.

لقطة شاشة لموقع الشمس والظلال في شارع المعونة بمدينة بحري نحو الساعة 12:30 بالتوقيت المحلي للسودان من يوم 17 نوفمبر/ تشرين الثاني 2021، باستخدام أداة SUNCALC

تحليل الفيديو الأول:

تظهر الثواني الأولى من الفيديو الأول متظاهرين عند تقاطع شارع الشعبية مع شارع المعونة، ويسمع فيه صوت رشقات نارية عند الثانية 0:25، تلا ذلك صوت إطلاق نار متقطع عند الدقيقة 3:00.

مطابقة المعالم البارزة في لقطة شاشة من الفيديو الأول  بصور أقمار صناعية من جوجل إيرث في مدينة بحري بالخرطوم.

أول صورة لمصاب كانت عند الدقيقة 3:36، تظهر آثار دماء على شخص ربطت يده بقماشة بيضاء في المكان ذاته من امتداد شارع الشعبية.

لقطة شاشة لمصاب في الفيديو الأول

تحديد الموقع الجغرافي لمكان الصورة التي التقطت للمصاب في الفيديو الأول مقارنة بصورة أقمار صناعية من جوجل إيرث.

تظهر اللقطات التالية في الفيديو الأول وصول المتظاهرين إلى شارع المعونة

مطابقة المعالم البارزة في شارع المعونة من الفيديو الأول بصور أقمار صناعية من جوجل إيرث

ويمكن تحديد ثلاثة معالم بارزة في المكان، مجمع نيولايف الطبي، بروستد كتكوت، صيدلية السنجك.

لقطات تجميعية من الفيديو الأول للمعالم البارزة الثلاث ومقارنتها بصورة أقمار صناعية من جوجل إيرث

في الدقيقة 16:39 تظهر اللقطات وجوداً لأشخاص في الطرف المقابل وعربات يدعى أنهم يتبعون لقوات الأمن والشرطة السودانية

تحديد مكان وجود ما يدّعى أنه  قوات أمن في الفيديو الأول بصورة أقمار صناعية من جوجل إيرث

وتبعد هذه القوات المزعومة عن مكان وجود تجمع المتظاهرين نحو 184 متراً.

تحديد المسافة بين وجود قوات الأمن المزعومة والمتظاهرين عبر جوجل إيرث

تظهر لقطات الفيديو الأول أيضاً، وجود متظاهرين في شارع فرعي مواز لشارع المعونة، ويفصله عنه مجمع نيولايف الطبي، ويسمع في الفيديو صوت طلقات نارية.

لقطة تجميعية من [الفيديو الأول(https://sudanesearchive.org/assets/investigations/november-21/video-2.mp4) لمقارنة المعالم البارزة في شارع فرعي مواز لشارع المعونة، بصورة أقمار صناعية من جوجل إيرث

في الدقيقة 59:02 تظهر في يد أحد المتظاهرين عبوة من قذيفة غاز مسيل للدموع من نوع GL-202، مداها 160 متراً، ومادتها من الألومنيوم، بحسب موقع الشركة المصنعة CONDOR.

في الأعلى لقطة شاشة لخرطوشة غاز مسيل للدموع من الفيديو الأول، في الأسفل شكل وميزات الخرطوشة من موقع الشركة المصنعة CONDOR.

تحليل الفيديو الثاني

تظهر لقطات  الفيديو الثاني التي تم تحديدها جغرافياً، استمرار المظاهرات وإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع  وإطلاق النار على المتظاهرين الذين يبدو أن عددهم قد زاد عن الفيديو الأول، استمر الفيديو  لنحو 50 دقيقة وبدأ عند الساعة 14:26 بالتوقيت المحلي.

مطابقة المعالم البارزة بين لقطة شاشة من الفيديو الثاني في شارع المعونة مع صورة أقمار صناعية من جوجل إيرث

لقطة شاشة من الفيديو الثاني تظهر الدائرة الحمراء  ما يبدو أنه غاز مسيل للدموع أطلق على المتظاهرين بالقرب من مطعم لذيذ في شارع المعونة، ومقارنتها بصورة أقمار صناعية من جوجل إيرث

وتركزت أعمال العنف، بشكل خاص، في شارع المعونة وتقاطع شارع الأزهري والمعونة. وأثناء إجبار المتظاهرين على العودة إلى داخل شارع المعونة جراء هجوم القوات الأمنية، لوحظ أن بعضهم كان يختبئ في الشوارع الجانبية المتقاطعة مع شارع المعونة، مثل شارع الشعبية.

تظهر لقطات الفيديو،  جرحى وقتلى يسقطون في المكان  بينما ينقلهم متظاهرون آخرون نحو (مجمع عيادات نيو لايف الطبية) لإجراء الإسعافات الأولية، وكذلك أبخرة بيضاء تتطاير ودماء متناثرة في الشوارع ويمكن سماع طلقات نارية.

لقطة شاشة من الفيديو الثاني تظهر نقل المتظاهرين لأحد الضحايا.

لقطة شاشة من الفيديو الثاني أثناء سقوط حشوة غاز مسيل للدموع في شارع المعونة بالقرب من المحمصة السورية، ومقارنتها بصورة أقمار صناعية من جوجل إيرث

أظهرت لقطات الفيديو الثاني معالم بارزة في مكان المظاهرات، يمكن مطابقتها مع المعالم الجغرافية على خرائط جوجل ، مثل "Delicious، L'Oréal Khairi Driving School، Man Care Barbershop، Palace Salon، (Maa Al-Thahab for Perfumes)".

لقطة تجميعية من الفيديو الثاني تظهر (مجمع نيولايف الطبي، مطعم لذيذ، صالون حلاقة مان كير، صالون حلاقة القصر، ومحل الكترونيات يونيفيرسال)، ومقارنتها بصورة أقمار صناعية من جوجل إيرث بتاريخ.

يشاهد في الفيديو ما يبدو أنه  قنابل غاز مسيل للدموع وتسمع  أصوات إطلاق الرصاص في الخلفية عند الدقيقة  19:00. بعد ذلك يركض  متظاهرون إلى الوراء بسرعة ولا يمكن ملاحظة أي شيء آخر لعدة  ثوان سوى  أقدام المتظاهرين.

وفي الدقيقة 19:43 يظهر المتظاهرون مرة أخرى، ويلاحظ  دخان أبيض عند تقاطع شارع المعونة مع الأزهري.

لقطة شاشة من الفيديو الثاني تظهر تطاير دخان أبيض يعتقد أنه ناجم عن الغاز المسيل للدموع بالقرب من تقاطع شارع المعونة -الزعيم الأزهري ومقارنته بصورة أقمار صناعية من جوجل إيرث

وظهر المتظاهرون مرة أخرى وهم يسيرون إلى الأمام، ويتوقفون عند ماء الذهب للعطور، عند الدقيقة 22:00، مما يشير إلى احتمالية انسحاب قوات الشرطة.

لقطة شاشة تجميعية من الفيديو الثاني تظهر حركة المتظاهرين في نهاية شارع المعونة وتجمعهم في شارع الزعيم الأزهري، ومقارنتها بصورة أقمار صناعية من جوجل إيرث.

 بعد دقيقة واحدة في الدقيقة  23:00، تسمع  أصوات إطلاق نار متعددة و يشاهد المتظاهرون  في الوقت ذاته وهم يرفعون أيديهم  ويهتفون "مدنية مدنية ويسقط الحكم العسكري"، ويُمكن مشاهدة أحد المتظاهرين وهو يرفع علم السودان أيضًا.

لقطة شاشة من الفيديو الثاني لتجمع المتظاهرين عند محل ماء الذهب للعطور، يظهر فيها دخان أبيض من المحتمل أنه نتج عن قنابل مسيلة للدموع، إضافة لوجود العلم السوداني، ومقارنتها بصورة أقمار صناعية من جوجل إيرث

تلا ذلك تراجع  المتظاهرين بعد سماع صوت إطلاق النار واستمرار إطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع.

بين الدقيقتين  25:00 إلى 26:00 يسمع صوت أحد المتظاهرين وهو يقول: "الشرطة تستخدم الرصاص الحي". ويشاهد مصور الفيديو وهو يركض بسرعة محاولاً الاختباء. وتُظهر لقطة من الفيديو الشارع خالٍ من المتظاهرين بعد سماع صوت إطلاق نار مستمر.

لقطة شاشة من الفيديو الثاني  تظهر شارع المعونة خال من المتظاهرين بعد سماع صوت متعدد لإطلاق الرصاص

في الدقيقة 27:09 يبدو أن مصور الفيديو يتجه نحو تجمعات صغيرة من المتظاهرين وفي الخلفية يُمكن سماع صوته مرددًا: "مُصاب برصاص حي" ثم يكرر مرة آخرى "مُصاب برصاص حي".

في الدقيقة 29:17، يُظهر الفيديو ما يبدو أنه مجموعة من المتظاهرين يحاولون مساعدة متظاهر مصاب ، يرتدي قميصًا أزرق اللون وعلى  ظهره رقعة حمراء.

في الدقيقة 36:30 تسمع صيحات المتظاهرين وهم يهتفون "لا إله إلا الله" وآخرون يحملون متظاهرًا مصابًا في رأسه بالرصاص الحي يركض معه نحو المستشفى بينما نسمع أصوات آخرين يقولون : "مات."

بعد دقيقة واحدة ، يشاهد مجموعة منفصلة من المتظاهرين يحملون ما يبدو أنه مصاب ببقعة حمراء على سترته العلوية. ويكررون عبارة "لا إله إلا الله"

لقطات شاشة من الفيديو الثاني  بـ"شارع المعونة" تُظهر متظاهرين يحملون جرحى ويركضون بهم

تظهر لقطات الفيديو  آثار الدماء المتناثرة على الأرض، ومصور الفيديو وهو يقول "كأنها معركة .. لكن الشعب سينتصر.. الثورة ثورة شعب.. الدم على الأرض لم يجف بعد".

لقطتا شاشة من الفيديو الثاني  بـ"شارع المعونة" تُظهر دماء متناثرة على الأرض

لقطة شاشة من الفيديو الثاني تظهر أحد المتظاهرين يحمل شارة لأحد الجنود السودانيين، في الأسفل صورة لتسلسل الرتب العسكرية السودانية تظهر  الشارة برتبة رقيب أول، مصدر الصورة في الأسفل :مدونة مكتبة ود الماحي 

الدقيقة  40:00 من  الفيديو الثاني تظهر عودة  المتظاهرين وتجمعهم  بجوار متجر ماء الذهب للعطور، مرة أخرى يصفقون ويغنون ويهتفون.

وفي الدقيقة  41:00 يظهر ما يبدو أنه متظاهر مصاب، وشُوهد زملاؤه المتظاهرون وهم يحملونه  بعد سماع صوت إطلاق نار.

لقطة شاشة من الفيديو الثاني  بـ"شارع المعونة" تُظهر أحد المصابين ملقى على الأرض

بحلول الدقيقة  41:59 ، عاد المتظاهرون بسرعة إلى الوراء و تمركزوا مرة أخرى أمام مجمع عيادات نيولايف   الطبي، مع سماع أصوات إطلاق النار بشكل متكرر ورؤية أبخرة الغاز المسيل للدموع تتطاير.

وفي الدقيقة  43:59، وبينما تنتقل كاميرا مصور الفيديو إلى شارع الشعبية، يُمكن سماع صوت المتظاهرين يقولون: "إصابة جديدة، إصابة جديدة".

وتظهر اللقطات  متظاهرون يحملون مصابًا في محاولة لعلاجه.

 

لقطة شاشة من الفيديو الثاني  تُظهر متظاهرين يحملون مُصاباً ويركضون به في شارع الشعبية المتفرع من شارع المعونة -بحري

ينتهي الفيديو باختباء المتظاهرين في شارع الشعبية المتفرع من شارع المعونة،  بينما يختبئ مصور الفيديو خلف جسم مجهول، ويُسمع في الوقت نفسه ما يبدو أنه صوت إطلاق رصاص.

تركزت أحداث العنف في  شارع المعونة، وامتدت حتى تقاطع المؤسسة وكذلك شارع الزعيم الأزهري عند ماء الذهب للعطور، وصولاً إلى صيدلية الأول. على الخريطة تظهر المسافة بين ماء الذهب للعطور تقاطع المؤسسة وصيدلية الأول 120 متراً . .

لقطة شاشة من فيديو تظهر صيدلية الأول في شارع الأزهري ومقارنتها بصور الأقمار الصناعية من جوجل إيرث

المسافة بين صيدلية الأول ومكان تجمع المتظاهرين عند متجر ماء الذهب للعطور المصدر: جوجل إيرث

إضافة لشارع المعونة والشعبية والأزهري أظهر فيديو آخر،نشر على فيسبوك في اليوم التالي، نقطة أخرى للتظاهر  في ميدان رابطة شمبات وميدان ملعب التعاون المجاور له، في شارع المعونة بحري، يُمكن سماع صوت ما يبدو أنه إطلاق نار مستمر في الفيديو. ويشاهد  المتظاهرون يركضون.

مطابقة المعالم الجغرافية بين لقطات شاشة فيديو روايات سودانية في ميدان رابطة شمبات وميدان ورابطة التعاون المجاور له، بصورة أقمار صناعية من جوجل إيرث.

لا يمكن مشاهدة قوات الأمن والشرطة في الفيديو، لكن اللقطات تظهر  ما يبدو أنه دخان غاز مسيل للدموع، استنادًا إلى دخان أبيض مميز. كما يظهر حمل المتظاهرين لسيدة يبدو أنها أصيبت وقتلت في المكان، تبين فيما بعد، وبحسب لجنة أطباء السودان أن الضحية هي ست النفور أحمد بكار التي أصيبت برصاصة في فكها.

لقطتا شاشة من فيديو روايات سودانية تظهر تطاير دخان أبيض في ميدان رابطة الشمبات

لقطة شاشة تجميعية من فيديو روايات سودانية تحدد لحظة ومكان إصابة السيدة ست النفور أحمد والتي تبين أنها قتلت فيما بعد، ومقارنتها بصورة أقمار صناعية من جوجل إيرث.

المستشفى الدولي

نقل جرحى وقتلى من المتظاهرين إلى المستشفى الدولي بشارع الزعيم الأزهري، الذي شهد محيطها تجمعًا للمحتجين وهم يرددون  "يسقط يسقط حكم العسكر، ثوار أحرار هنكمل المشوار" ورفع بعضهم علامة النصر.

داخل المستشفى الدولي في بحري، يُظهر فيديو مصابين  أحدهما شاب لم يتسن تحديد إصابته، وسيدة مُصابة في الفخذ  يحملها آخرون على نقالة.

كما يظهر في الفيديو، وعند الدقيقة 1:27 شخصاً ثالثاً يبدو أنه فارق الحياة، إذ  وضع المتظاهرون على وجهه غطاء. كان يرتدي جلباباً أبيض. وفي الخلفية يُمكن سماع صوت مصورة الفيديو تقول : "١٧ نوفمبر". 

لقطات شاشة  من فيديو تُظهر  عملية نقل الجرحى والقتلى إلى المستشفى الدولي

يتطابق لباس  الشخص الأخير في الفيديو السابق وهو يرتدي جلباباً أبيض، مع شخص يظهر في فيديو آخر ، حُدد جغرافياً في فقرة (الموقع الأول مدينة بحري)،  بشارع المعونة. ويظهر الفيديو أن الشخص أصيب برصاصة في وجهه قبل أن ينقله المتظاهرون إلى المستشفى.

المصادر المتاحة حددت  الرجل على أنه "عوض عبد الكريم عبد المجيد"، وهو ما أكدته لجنة الأطباء المركزية السودانية التي أعلنت وفاته مع معلومات تتعلق بعمره وإصاباته -زعم البيان أن الشخص كان يبلغ من العمر 70 عامًا وأنه كان مصابًا بطلقة نارية في الوجه.

لقطة شاشة من فيديو تظهرإصابة  عوض عبد الكريم عبد الماجد برصاص حي في الوجه -  ا في ـ"شارع المعونة" بمدينة بحري

يظهر الفيديو وفي الثانية 00:08 شخصًا آخر أصيب برصاصة في عنقه. ويُمكن مشاهدة المتظاهرين وهم يحملونه ويركضون معه. يرتدي  المصاب  قميصًا أحمر وسروالًا قصيرًا أبيض اللون، مع أجزاء مكشوفة من جسده.

حددت المصادر المتاحة  الضحية على أنه حاتم محمد حسين. وورد  في تقرير ميداني صادر عن اللجنة المركزية لأطباء السودان  أن حاتم محمد حسين، 18 عاماً، توفي يوم 17 نوفمبر/ تشرين الثاني 2021، متأثراً برصاصة في رقبته.

لقطتا شاشة  من فيديو تُظهرإصابة  حاتم محمد حسين ا بفي "شارع المعونة" بمدنية بحري

يمكن رؤية لافتة المستشفى الدولي في  فيديو  نشر على تويتر في 18 نوفمبر/ تشرين الثاني 2021،  يظهر  نقل شخصين  يبدو أنهما  فارقا الحياة ويسمع صوت المتظاهرين يرددون عبارة  "لا إله إلا الله" ف، وكان أحدهما  حاتم محمد حسين الذي تم التعرف عليه في الفيديو السابق، بينما يظهر شخص آخر مُصاب يتم حمله لداخل المستشفى.

لقطات شاشة من فيديو على تويتر  تُظهر عملية نقل الجرحى والقتلى إلى المستشفى الدولي

لقطة  شاشة تظهر الموقع الجغرافي للمستشفى الدولي في شارع الزعيم الأزهري -المصدر: جوجل إيرث

الموقع الثاني: شارع الستين في الخرطوم

نحو الساعة 12:00 من ظهر يوم الأربعاء 17 نوفمبر/ تشرين الثاني 2021 شهد شارع الستين في الخرطوم أعمال عنف بين متظاهرين وما يدعى أنها قوات الاحتياط المركزية وقوات الشرطة ومكافحة الشغب السودانية، بالرصاص الحي والغاز المسيل للدموع إضافة للضرب بالسياط، ما أسفر عن مقتل شخص وإصابة آخرين.

تصف "4 مقاطع فيديو" من شارع الستين ملامح الأحداث العنيفة التي تعرض لها المتظاهرون خلال احتجاجاتهم التي بدأت في 17 نوفمبر/تشرين الثاني 2021 ضد ما أسموه "الانقلاب العسكري".

يظهر مقطع فيديو نُشر على تويتر يوم 17 نوفمبر/ تشرين الثاني 2021، ما يبدو أنه قوات الاحتياط المركزي وشرطة مكافحة الشغب والشرطة السودانية وهم يحملون أسلحة.

ويشير تحليل الظل الذي أجري  باستخدام أداة Suncalc إلى أن الفيديو تم تصويره على الأرجح في الساعة 12:00 بالتوقيت المحلي المطابق لوقت تحميل الفيديو.

لقطة شاشة لموقع الشمس والظلال في شارع الستين نحو الساعة 12:00 بالتوقيت المحلي للسودان من يوم 17 نوفمبر/ تشرين الثاني 2021، باستخدام أداة SUNCALC

لقطة شاشة من فيديو  يظهر قوات الاحتياط المركزي والشرطة السودانية وشرطة مكافحة الشغب معًا - أمام متجر جوهرة الستين للتسوق، ومقارنته بصورة أقمار صناعية من جوجل إيرث

يظهر الفيديو أحد المتظاهرين وهو يسقط عند الثانية 00:19، ويمكن رؤية آخرين وهم يحملونه ويركضون به، بينما تُسمع أصوات طلقات نارية في الخلفية. تم تحديد موقع الفيديو جغرافيًا في شارع الفردوس مقابل "جوهرة الستين للتسوق".

لقطة شاشة من فيديو يظهر إصابة أحد المتظاهرين في شارع الفردوس بالقرب من مخبز سماح، ومقارنة المعالم البارزة بصورة أقمار صناعية من جوجل إيرث

ويُظهر مقطع فيديو آخر من شارع الستين، بجوار مطعم Aspawa ، أشخاصاً  يرتدون زيًا صحراوياً  مموهاً ويحملون أسلحة. يتطابق زيهم الذي يرتدونه مع قوات الاحتياطي المركزي السودانية. شُوهد أحدهم وهو يطلق ما يبدو أنه قذيفة من غاز مسيل للدموع ، ثم ظهرت سيارة بيضاء خاصة. وفيما يبدو أن السائق يتحدث إلى أحد قوات الاحتياطي المركزي ، بينما يدّعي كاتب الخبر المرافق للفيديو  أن سائقي هذه السيارات متواطئون  مع قوات الأمن السودانية، وأن هذه السيارات البيضاء الخاصة ظهرت بشكل متكرر في مقاطع أخرى.

مطابقة المعالم الجغرافية في فيديو يظهر عناصر يبدو أنهم يتبعون لقوات الاحتياطي المركزي في شارع الستين بالقرب من مطعم Aspawa، بصورة أقمار صناعية من جوجل إيرث

لقطات شاشة تظهر لحظة إطلاق حشوة غاز مسيل للدموع من قبل قوات الاحتياطي المركزي ولحظة سقوطها بالقرب من المتظاهرين في شارع الستين.

يُظهر الفيديو متظاهراً يُقبض عليه ويُضرب بما يبدو أنه سوط يحمله أحد قوات الاحتياطي المركزي، ويُصفع  على وجهه من قبل شخص آخر، بينما يشاهد 5 من قوات الاحتياط المركزي الذين يرتدون الزي الصحراوي  المموه، بعضهم  يحملون أسلحة رشاشة.

لقطات شاشة تظهر اعتداء قوات الاحتياطي المركزي على شخص بالسوط والصفع في شارع الستين بالقرب من صالون كرستال للحلاقة، المحدد سابقاً.

يُظهر مقطع فيديو آخر  متظاهرون في شارع الستين بالقرب من "العمارات سنتر"، وقوات يبدو من الزي الذي يرتدونه إنها تتبع  للاحتياطي المركزي السوداني وشرطة مكافحة الشغب.

لقطة شاشة تجميعية في الأسفل صورة من  فيديو لمكان التظاهر في شارع الستين بالقرب من العمارات سنتر، في الأعلى  صورتان للمكان نشرتا على جوجل

مطابقة مع الصورة التجميعية بموقع العمارات سنتر المصدر: جوجل إيرث

في الأسفل لقطة شاشة من فيديو لمكان التظاهر في شارع الستين تحدد موقعين جغرافيين عبر لافتات محل ستهم للثياب، ولافتة المختبر الموضوعة أمام مركز أجمال للتجميل

مطابقة المعالم البارزة في الصورة السابقة مع صورة أقمار صناعية من جوجل إيرث

وتظهر في الفيديو سيارات دفع رباعي من نوع بيك آب تحمل ما يبدو أنه جنوداً يرتدون الزي الصحراوي المموه، الخاص بقوات الاحتياط المركزية، ظهرت وهي تطارد المتظاهرين بالقرب من (العمارات سنتر) و (متجر ستهم) بالقرب من (مركز أجمال للتجميل ولافتة المختبر) كذلك يظهر في الفيديو ما يبدو أنه جنود من شرطة مكافحة الشغب (يرتدون زياً أزرق مموهاً). يُمكن مشاهدة السيارات والجنود المتمركزين في الفيديو وهي تطارد المتظاهرين وتطلق وابلًا من قنابل الغاز المسيل للدموع.

في الأعلى صورة من فيديو لمظاهرات 17 نوفمبر/ تشرين الثاني 2021، تظهر قواتاً بزي أزرق مموه يبدو أنها تتبع لشرطة مكافحة الشغب. في الأسفل صورة لثلاثة عناصر من شرطة مكافحة الشغب في السودان بزي أزرق مموه -المصدر: صفحة الشرطة السودانية على فيسبوك

في الأعلى لقطتا شاشة من فيديو لمظاهرات 17 نوفمبر/ تشرين الثاني 2021، تظهر جنوداً يرتدون زياً صحراوياً مموهاً، يبدو أنهم يتبعون لقوات الاحتياطي المركزي، في الأسفل صورة لجنود قوات الاحتياطي المركزي في السودان -المصدر: صفحة قوات الاحتياطي المركزي السودانية على فيسبوك

لقطات شاشة من فيديو تظهر لحظة إطلاق وسقوط ما يبدو أنه قنابل غاز مسيل للدموع، يرتدي مطلقو القنابل زياً أزرق مموه يتطابق مع الزي الرسمي لقوات مكافحة الشغب السودانية

لقطات شاشة من فيديو  **تظهر جنوداً يرتدون زياً يتطابق مع الزي الرسمي لقوات الاحتياطي المركزي السودانية، يطاردون المتظاهرين ويطلقون عليهم ما يبدو أنه غاز مسيل للدموع، وتظهر اللقطات 4 سيارات دفع رباعي (بيك آب) محملة بالجنود الذين يحملون بأيديهم أسلحة، تظهر في واحدة منها بندقية قابلة للطي.

بحسب تحديد الموقع الجغرافي للمعالم البارزة في المكان، ووجود المتظاهرين بالقرب من لافتة المختبر عند مركز أجمل للتجميل، والجنود مقابل الشارع الفرعي الذي يلي المبنى الذي يضم متجر ستهم للبنات، تبلغ المسافة بين المتظاهرين والجنود في الطرف المقابل نحو 130 متراً، في حين امتدت التظاهرات على امتداد الشارع وصولاً إلى العمارات سنتر.

لقطة شاشة تظهر المسافة بين المتظاهرين والجنود السودانيين في شارع الستين بالخرطوم -المصدر: جوجل إيرث

يمثل المستطيل الأزرق مكان وجود المتظاهرين في شارع الستين، والأخضر مكان وجود قوات مكافحة الشغب السودانية المصدر: جوجل إيرث

ويظهر مقطع فيديو ، نشر على تويتر في 18 نوفمبر/ تشرين الثاني 2021 من شارع الستين، أحد المتظاهرين يرتدي سترة بيضاء عليها نقاط حمراء، يُزعم أنها دماء. ويسمع في الفيديو صوت المتظاهرين الهاربين من المكان، أحدهم يقول: "مُصاب برصاصة في الرأس

لقطة من فيديو تُظهرإصابةأحدالمتظاهرين برصاصة في الرأس

الضحايا

من بين 17 مقطع فيديو تتعلق مباشرة بحادثتي أعمال العنف في مدينة بحري وشارع الستين، تظهر 7 مقاطع فيديو ما يبدو أنه قتل 7 متظاهرين، بينهم امرأة. 6 فيديوهات توضح، ما يبدو، أنها  إصابات مباشرة في منطقة الرأس، وفق التالي: 3 إصابات بالرأس، وإصابة في العين، وإصابة في العنق وإصابة في الوجه، بينما يظهر فيديو واحد إصابة في الصدر.

 الادعاءات الواردة في وثائق الفيديو، عززها  بيان صادر عن اللجنة المركزية للأطباء السودانية في صفحتها على فيسبوك، في اليوم التالي لأعمال العنف التي وقعت في 17 نوفمبر/ تشرين الثاني 2021، أفاد بمقتل 15 شخصًا، بينهم امرأة، وإصابة العشرات بالذخيرة الحية وأدوات القمع الأخرى.

وحددت اللجنة الإصابات على النحو التالي: "10 إصابات مباشرة للقنص في الرأس والعينين والرقبة والوجه، و10 إصابات في البطن والصدر". وحددت المصادر المُتاحة هوية 5 من الضحايا وهم:

كما كشفت المقاطع عن أعمال عنف أخرى، مثل تعرض أحدهم للاعتداء بالسوط والصفع على الوجه، حدد سابقاً، والصحفي (علي فارساب) الذي تعرض للاعتداء وجرى منعه من أداء عمله.

حدد هذا التحقيق عدة حوادث لمتظاهرين يبدو أنهم أصيبوا أو قُتلوا فيها بشكل مباشر، وتتضمن مقاطع فيديو مقتل 7 متظاهرين بينهم امرأة.

يظهر مقطع فيديو  إصابة أحد المتظاهرين  في عينه بطلقة نارية، تظهر في الفيديو لافتة صيدلية الأول، ومن خلال مطابقة المعالم البارزة بصورة أقمار صناعية من جوجل إيرث، تظهر الصيدلية  في شارع الأزهري بمدينة بحري. وأكدت لجنة أطباء السودان في وقت لاحق هذا الادعاء، وسمت المتظاهر مزمل الجنيد سليمان، 32 عاماً، الذي توفي متأثراً بإصابته برصاصة في العين. في فيديو آخر، يظهر مزمل الجنيد داخل المستشفى الدولي.

لقطتا شاشة من فيديو  تُظهران  مزمل الجنيد سليمان بعد إصابته بالقرب من صيدلية الأول في "شارع الازهري"

لقطة شاشة من فيديو تظهر مزمل الجنيد سليمان داخل المستشفى الدولي

لقطة شاشة من فيديو تظهر صيدلية الأول في شارع الأزهري ومقارنتها بصور الأقمار الصناعية من جوجل إيرث

  • يُظهر مقطع فيديو آخر سيارة بيضاء فيها مجموعة من المتظاهرين يجلسون بجانب متظاهر أصيب برصاصة في صدره ويَزعمون أنه توفي. يقول مصور الفيديو: "17 نوفمبر، بحري المؤسسة، إصابة بطلق ناري في الجهة اليمنى من الصدر".

 

وكانت لجنة أطباء السودان قد أعلنت عن مقتل 15 متظاهرًا في ذلك اليوم، بينهم 4 متظاهرين قتلوا برصاص في الصدر.

لقطة من فيديو تُظهر قتل أحد المتظاهرين برصاص حي في الصدر

ويُظهر فيديو إصابة أحد المتظاهرين بعد سماع صوت إطلاق الرصاص بالقرب من مسجد صحابة رسول الله في شارع الزعيم الأزهري في بحري، لا يظهر الفيديو مدى إصابة المتظاهر ووضعه الصحي.

في الأعلى لقطات من فيديو يظهر إصابة متظاهر بالقرب من مسجد صحابة الرسول في شارع الأزهري. في الأسفل مطابقة المعالم البارزة بصورة أقمار صناعية من جوجل إيرث

وفي فيديو آخر للحادثة أعلاه، التقط من زاوية تصوير مختلفة، يُمكن ملاحظة وجود جنود يرتدون زيًا أزرق مموه اللون يتسق من الزي الرسمي لشرطة مكافحة الشغب السودانية، وفي الخلفية يُمكن سماع صوت مصور الفيديو وهو يقول: "إطلاق رصاص حى على المتظاهرين السلميين.. 17 نوفمبر".

لقطات من فيديو آخر لنفس الحادث تكشف عن وجود قوات مكافحة الشغب التي ترتدي زيًا أزرق مموه - تم تحديد الفيديو جغرافيا من شارع الزعيم الأزهري

يظهر مقطع فيديو توضح المعالم البارزة فيه أنه التقط بالقرب من محل pixel في شارع الزعيم الأزهري في مدينة بحري، وجود متظاهرين في المكان وتسمع أصوات إطلاق الرصاص. وصوت أحد المتظاهرين وهو يقول: "لا تضربوا" أي لا تطلقوا النار.

لا يمكن رؤية أي قوات في هذا الفيديو، ولكنه مُلتقط في الموقع الجغرافي ذاته الذي ظهر في فيديو سابق والذي صوّر جنودًا يرتدون ما يتطابق مع الزي الرسمي  لشرطة مكافحة الشغب ( زياً أزرق مموه).

في الثانية 00:49 من الفيديو، يشاهد شخص يرتدي سترة زرقاء والدم يتدفق من رأسه. يُمكن مشاهدة المتظاهرين وهم يحملونه، إضافة لبقعة دماء بعد نقله من المكان. وكتب ناشر الفيديو في تغريدة على تويتر أن الشاب يدعى "أحمد علي" وإن الفيديو "للحظة ارتقاء روحه" أي وفاته،  وهو ما يتوافق مع  ادعاء لجنة أطباء السودان التي ذكرت اسم "أحمد علي البالغ من العمر 27 عاماً والذي توفي جراء إصابته برصاصة مباشرة في الرأس". ويظهر مقطع فيديو آخر في بحري أحمد علي ومجموعة من المتظاهرين يركضون به إلى الجهة التي يقع بها المستشفى الدولي. بينما يُظهر فيديو جثمان شخص مغطى الوجه، يبدو إنه "أحمد علي" داخل المستشفى، من خلال مقارنة مكان الإصابة.

في الأعلى لقطات شاشة من فيديو يظهر المعالم البارزة لتحديد مكان المتظاهرين في شارع الزعيم الأزهري، في الأسفل مطابقة هذه المعالم بصورة أقمار صناعية من جوجل إيرث

لقطة شاشة من فيديو لإصابة (آحمد علي) في شارع الزعيم الأزهري بمدينة بحري

لقطة شاشة لآثار الدماء بعد حمل المتظاهرين لأحمد العلي من المكان

في الأعلى لقطة شاشة لأحمد العلي يحمله متظاهرون وتوضح مكان الإصابة.

يظهر فيديو ، حدد سابقاً في التحقيق في ميدان الرابطة شمبات، شارع المعونة بحري، إطلاق النار على سيدة، ولا يمكن رؤية أي جنود في الفيديو، ويُمكن سماع صوت ما يبدو أنه إطلاق نار مستمر. ويُمكن أيضًا مُلاحظة ما يبدو أنه دخان غاز مسيل للدموع، استنادًا إلى دخان أبيض مميز لوحظ، في الفيديو. وأكدت لجنة أطباء السودان أن الضحية هي ست النفور أحمد بكار التي أصيبت برصاصة في فكها.

لقطة شاشة تجميعية من فيديو روايات سودانية تحدد لحظة ومكان إصابة السيدة ست النفور أحمد والتي تبين أنها قتلت فيما بعد، ومقارنتها بصورة أقمار صناعية من جوجل إيرث.

الجناة المحتملون

من بين 17 مقطع فيديو وثقت المظاهرات في 17 نوفمبر/ تشرين الثاني 2021، 11 مقطع فيديو تحمل  خصائص ملحوظة تدل على وجود قوات سودانية في المكان، 4 مقاطع فيديو لها خصائص ملحوظة لوجود شرطة مكافحة الشغب (يرتدون زي أزرق مموه)، 4 مقاطع فيديو لهما خصائص ملحوظة للشرطة السودانية (يرتدون الزي الأزرق الفاتح)، و 3 مقاطع فيديو لهم خصائص ملحوظة لوجود قوات الاحتياط المركزية (يرتدون الزي الصحراوي المموه). كما يظهر في مقطعي فيديو صفات ملحوظة لأفراد يرتدون ملابس مدنية وظهروا إلى جانب القوات السابقة.

يُظهر أحد مقاطع الفيديو المؤرشفة خصائص ملحوظة لوجود القوات الثلاث في شارع الستين، وأظهر مقطع فيديو آخر من شارع الستين قوات الاحتياط المركزية وشرطة مكافحة الشغب معًا. ويظهر مقطعا فيديو من بحري خصائص يمكن ملاحظتها لشرطة مكافحة الشغب التي تظهر جنبًا إلى جنب مع الشرطة السودانية.

تشير مقاطع الفيديو التي تُوثق أعمال العنف في 17 نوفمبر/ تشرين الثاني 2021، إلى استخدام القوة ضد المتظاهرين. يرجح أن يكون المسؤولون عن الاعتداءات في ذلك اليوم  من شرطة مكافحة الشغب (يرتدون زياً أزرق مموهاً)، وقوات الاحتياط المركزية (يرتدون زي صحراوياً مموهاً)، وقوات الشرطة السودانية (يرتدون الزي الأزرق الفاتح)، من خلال تحديد الزي الرسمي والمركبات والأسلحة والمعدات التي شوهدت في مقاطع الفيديو الموصوفة في التحقيق ومقارنتها من خلال التمثيلات الإعلامية والحسابات الرسمية لقوات الشرطة السودانية وموقع كامبوديا. بالإضافة إلى متعاونين بملابس مدنية.

إضافة لمقارنة الزي الرسمي في فقرة سابقة من التحقيق والذي يشير إلى شرطة مكافحة الشغب وقوات الاحتياطي المركزي السوداني، يظهر فيديو أحد أفراد الشرطة يرتدي زيًا أزرق فاتح اللون، يتطابق مع الملابس الرسمية للشرطة السودانية، يجلس القرفصاء وهو ويصوب ثم يطلق النار باستخدام بندقية آلية، ويقف خلفه ثمانية من رجال الشرطة، وقعت الحادثة في شارع الزعيم الأزهري، وظهرت 5 سيارات للشرطة في الفيديو تقف عند نقطة بحري المؤسسة.

في الأعلى لقطتا شاشة تظهران عنصراً يرتدي الزي الأزرق الفاتح في شارع الأزهري بالقرب من محل Ze Mac، في الأسفل لقطة شاشة لمجموعة من العناصر يرتدون الزي الأزرق ذاته على تقاطع شارع الأزهري -المعونة (المربع الأحمر لفرد من الشرطة وهو يجلس القرفصاء ويوجه سلاحاً نحو الطرف المقابل من شارع الأزهري، المربع الأصفر لقوات من الشرطة في المكان)

لقطة شاشة من جوجل إيرث لمطابقة المعالم البارزة في الصورة السابقة (المربع الأحمر مكان  فرد من الشرطة وهو يجلس القرفصاء ويوجه سلاحاً نحو الطرف المقابل من شارع الأزهري، المربع الأصفر لقوات من الشرطة في المكان)

في الأعلى لقطتا شاشة لعناصر يرتدون الزي الأزرق الفاتح، في الأسفل صورة من صفحة الشرطة السودانية في فيسبوك تظهر أفراداً منها بالزي الرسمي (الأزرق الفاتح)

وجدير بالذكر أن سيارات الشرطة التي ظهرت في مقطع الفيديو نفسه عند محطة المؤسسة تبعد نحو 160 مترًا عن مكان إصابة مزمل الجنيد عند صيدلية الأول بشارع الأزهري برصاصة في عينه.

لقطة شاشة تظهر خمس عربات في الفيديو السابق .

لقطة شاشة من جوجل إيرث توضح المسافة الفاصلة بين صيدلية الأول ومكان وجود القوات على تقاطع الأزهري شارع المعونة

من خلال مقاطع الفيديو المحددة جغرافيًا في بحري، شوهدت قوات الشرطة السودانية متمركزة عند تقاطع بحري المؤسسة مع شارع الأزهري وعلى امتداد شارع المعونة وصولًا إلى ساحة الرابطة شمبات. وتبين الخريطة أن المسافة بين بحري المؤسسة وميدان الرابطة تبلغ نحو 914 متراً.

لقطة شاشة تظهر المسافة بين ميدان الرابطة شمبات وتقاطع شارع الزعيم الأزهري -المعونة

ويُظهر مقطع فيديو آخر  ما يبدو أنه شرطة مكافحة الشغب التي (ترتدي زيًا مموهًا أزرق داكن)، شُوهدوا وهم يضربون شخصًا  ثم يجرونه على الأرض ويضربونه لمدة ٣٥ ثانية، ويقف بجانبهم أفراد من الشرطة السودانية (ترتدي زياً أزرق فاتح اللون).  وفي وقت لاحق حددت وسيلة الإعلام "الركوبة" الشخص الذي تعرض للضرب بأنه الصحفي علي فارساب.

تم تحديد موقع الفيديو جغرافيًا عند ماء الذهب للعطور في بحري. تجدر الإشارة إلى أن هذه الحادثة على بعد أقل من 100 متر فقط من الفيديو السابق.

لقطتا شاشة  تُظهران  قوات مكافحة الشغب عند ماء الذهب للعطور في بحري يضربون شخصًا  ثم يجرونه على الأرض ويضربونه لمدة ٣٥ ثانية

تحديد موقع الفيديو جغرافيًا عند ماء الذهب للعطور في بحري. هذه الحادثة على بعد أقل من 100 متر فقط من الفيديو السابق.

ورغم هذه المقاطع التي تكشف عن أعمال العنف التي تعرض لها في 17 نوفمبر 2021 ، عقدت وزارة الداخلية السودانية مؤتمرًا صحفيًا نفت فيه إطلاق قواتها النار على المتظاهرين. وقال مدير قوات الشرطة بولاية الخرطوم الفريق زين العابدين عثمان في المؤتمر الذي بثته وكالة السودان للأنباء (سونا): "القوات الامنية لم تستخدم الرصاص لتفريق المتظاهرين بل استخدمت الغاز المسيل للدموع فقط. وأضاف إنه تم تشكيل لجنة لتحديد عدد القتلى في التظاهرات والمناطق التي وقعت فيها. وأكدت الشرطة أنها ستتخذ الإجراءات المناسبة بحق أي عسكري متورط في الاعتداء على المواطنين. وسجلت المحطات حالة وفاة وتساءلت عن التقارير الطبية التي وثقت 15 قتيلًا.

  وأضاف الفريق خالد مهدي المدير العام لقوات الشرطة السودانية في المؤتمر الصحفي أن "الشرطة ستحقق في ملابسات الوفيات في مظاهرات الخرطوم وشكك في الإحصائيات التي قدمتها اللجنة المركزية لأطباء السودان".

واعترف المهدي بأن عناصر بملابس مدنية تعود للشرطة: "الشرطة لا تستخدم الأسلحة النارية في التظاهرات، والعناصر بالزي المدني الذين ترافقهم قوات الشرطة في التظاهرات ينتمون إلى وحدات مختلفة داخل جهاز الشرطة".

واتهم الفريق الركن عبد الفتاح البرهان ضباط الشرطة بالوقوف وراء عمليات القتل، من خلال تصريحات في مقابلة مع صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية: "ما حدث ربما يكون فعلته بعض العناصر داخل الشرطة ومسلحين مرتبطين بأحزاب سياسية". مضيفًا أن الضحايا لم يقتلوا على يد الجيش أو قوات الدعم السريع. (قوات الدعم السريع ميليشيا يقودها نائبه محمد حمدان دقلو المعروف بـ "حميدتي").

المجتمع الدولي

أصدرت الولايات المتحدة  بيانًا تدين فيه الانتهاكات التي شهدتها الخرطوم في ذلك اليوم. جاء فيه: "تدين الولايات المتحدة بشدة حملة القمع العنيف التي شنتها قوات الأمن ضد المتظاهرين السلميين في 17 نوفمبر 2021، والتي أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 15 شخصًا وإصابة العشرات. ويأتي ذلك بعد عدة حوادث عنف أخرى ضد المتظاهرين السلميين منذ تولي الجيش السلطة في 25 أكتوبر/ تشرين الأول 2021 ".

كما صدر في تقرير لـ  منظمة العفو الدولية  نشرته في 25 نوفمبر/ تشرين الثاني 2021: "كثفت قوات الأمن السودانية استخدامها للقوة المميتة أثناء قمع الاحتجاجات التي اندلعت في العاصمة الخرطوم ضد الانقلاب العسكري يومي 13 و 17 نوفمبر/ تشرين الثاني، ونفذت العشرات من عمليات القتل غير المشروع، ما أدى إلى إصابة ما لا يقل عن 50 شخصًا. وإصابة 23 آخرين بطلقات نارية، بحسب لجنة أطباء السودان".

أضاف التقرير الصادر عن منظمة العفو الدولية "أن تسعة متظاهرين على الأقل قتلوا يومي 13 و 17 نوفمبر 2021 متأثرين بأعيرة نارية بينهم شخص قتل برصاص قناص. وأصيب ما لا يقل عن 50 شخصًا بطلقات نارية أثناء الاحتجاجات".

وقال ديبروز موتشينا، المدير الإقليمي لمنظمة العفو الدولية لشرق وجنوب إفريقيا: "إن التصعيد في استخدام القوة المميتة من قبل السلطات الأمنية السودانية كان محسوبًا لتخويف وقمع الاحتجاجات في الشوارع ضد استيلاء الجيش على السلطة".

ودعا ديبروز إلى إجراء تحقيق عادل: "مقتل العشرات من المتظاهرين العزل يدعو إلى إجراء تحقيق فوري ومستقل ونزيه لضمان المساءلة عن أعمال القتل وغيرها من الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان التي يُزعم أن قوات الأمن ارتكبتها". لافتًا إلى أن "القيادات الأمنية في السودان تتجاهل الحق في الحياة والتظاهر السلمي، وتزدري المعايير القانونية التي تحكم استخدام القوة".

السياق القانوني

يتشاور الأرشيف السوداني مع خبراء قانونيين لفهم أفضل لاستخدام القوة والأسلحة التي يمكن أن تشكل انتهاكًا لحقوق الإنسان في سياق الاحتجاجات والمظاهرات.  وفقًا لاتصالاتنا القانونية، فإن استخدام القوة بما في ذلك استخدام أسلحة أقل فتكًا مثل الغاز المسيل للدموع لأغراض السيطرة على الحشود، يكون أمرًا مشروعًا فقط عند الضرورة وبشكل متناسب . يُمكن أن يشكل الاستخدام العشوائي للغاز المسيل للدموع وغيره من أساليب السيطرة على الحشود الأقل فتكًا استخدامًا مفرطًا للقوة.  تماشياً مع المعايير الدولية، يجب استخدام الغاز المسيل للدموع فقط عند الضرورة لمنع الأذى الجسدي الوشيك ، ويجب عدم استخدامه كملاذ أول لتفريق المظاهرات غير العنيفة. كما يجب على قوات الأمن وسلطات إنفاذ القانون، إصدار تحذيرات مسموعة وكافية قبل استخدام الغاز المسيل للدموع ، ويجب تجنب تفاقم الوضع. بالإضافة إلى ذلك، على قوات الأمن تجنب استهداف الأماكن المغلقة بالغاز المسيل للدموع ، بما في ذلك الأماكن التي يُحاصر فيها المتظاهرون خلف الحواجز.

إن استخدام الذخيرة الحية  أو القوة المميتة عندما لا يكون هناك تهديد وشيك للحياة أو خطر وشيك بحدوث إصابات خطيرة ينتهك المعايير الدولية لحقوق الإنسان. ولا يجوز استخدام الأسلحة النارية القاتلة المتعمدة إلا "عندما يكون ذلك أمرًا لا مفر منه لحماية الأرواح"، ولا ينبغي أبدًا استخدام الأسلحة النارية لمجرد تفريق تجمع سلمي.

يجب على قوات الأمن بذل قصارى جهدها لتقليل الضرر والإصابة في جميع الأوقات باستخدام الحد الأدنى من القوة اللازمة فقط، بما في ذلك الامتناع عن الاستخدام العشوائي للذخيرة الحية والاستهداف المتعمد لرؤوس المتظاهرين وصدورهم. العنف المتقطع من قبل بعض المتظاهرين والذي لا يشكل تهديداً مباشراً للحياة، مثل إلقاء الحجارة أو ركل قنابل الغاز المسيل للدموع على قوات الأمن، لا يبرر استخدام القوة المميتة من قبل قوات الأمن وأجهزة إنفاذ القانون.

النتائج

يُظهر تحليل مجموعة متنوعة من الوثائق مفتوحة المصدر أن أعمال عنف وانتهاكات حقوق إنسان قد ارتُكتب يوم الأربعاء 17 نوفمبر/ تشرين الثاني 2021، في شوارع  "مدينة بحري" وشارع الستين" بالخرطوم ضد متظاهرين. وأسفرت استخدام الذخائر الحية وقنابل الغاز المسيل للدموع ضد المتظاهرين عن  مقتل 15 شخصًا بينهم امرأة، بالإضافة إلى وقوع إصابات.

حدد التحقيق عدة أنماط متشابهة أو متطابقة من العنف ضد المتظاهرين كما حدث في 30 أكتوبر 2021 و 30 ديسمبر 2021 و 17 يناير 2022.

تشير  الوثائق المتاحة مفتوحة المصدر، بما في ذلك مقاطع فيديو أظهر القوات المشاركة في أعمال العنف، إلى قوات الاحتياط المركزية وشرطة مكافحة الشغب والشرطة السودانية والمتعاونين في ثياب مدنية، كمسؤولين محتملين عن هذه الانتهاكات.

logo

الأرشيف السوداني

نسعى للحصول على تبرعات فردية لتنفيذ عملنا. يرجى النظر في دعمنا.

تواصل معنا
Mnemonicالأرشيف السوريالأرشيف اليمنيukrainian archive
اشترك بقائمتنا البريدية